الأحد، 12 فبراير 2017

القول الصارم في نسب سيدي سالم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ،
فقد قالى تعالى " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله"
إلا إنه من المؤسف أن تتتعجل بعض العشائر في تحقيق أعمدة نسب أعلامها فيلحقونهم بآباء غير أبائهم ليصنعوا بأنفسهم مدخلاً للشك ومسلكاً للطعن .

وما أزعجني وإستوقفني كثير هو قيام العشيرة العُمرية بقرية العُمرية بالبرلس بوضع لافتة رخام علي ضريح سيدي سالم العمري صانعين له آباء وأجداد ليس له فيهم نصيب .


فخطوا بأيديهم: سيدي سالم بن القاضي محمد ناصر الدين بن  عبدالله العُمري بن عبدالوهاب بن بن فضل الله بن عجاج بن المجلي بن دعجان بن خلف بن القاضي نصر (شمس الدولة) بن منصور بن عبيدالله بن عدي بن محمد بن أبى بكر بن عبدالله بن عبيدالله بن أبى بكر بن عبيد الله بن أبى سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .



و إن كنت قد ترددت لبعض الوقت أن أتناول هذا الأمر إلا أنني وجدت أن الأمانة تقتضي أن أسجل موقفا معلناً وخاصة أنهم قد إنتهوا و أعلنوا عن نسب لرجل شابه تلبيس ووهم كبير .

وما دفعني لذلك دفعاً هو عدم مراعاتهم أقل درجات الحيطة العلمية بل أكون أكثر صدقا إن وصفت عملهم بالإهمال الذي قد يرقى إلى العمد في تبديل نسب رجل بين يدي الله عز وجل ، و لا عذر خاصةً أن قرية العُمرية موطن سيدي سالم لا تبعد مئات الأمتار عن موطن الباحث الشريف / صابر الشرنوبي الذي سبق و أن جمع كل ما يخصهم من أنساب وقام بتحقيقها ، كما لم يكلفوا أنفسهم مجرد الرجوع إلى موسوعته ذخائر البرلس .

و إن كنت تتبعت المصدر فوجدته مخطوط  لم ننتهي نحن أو غيرنا من تحقيقه لما يشوبه من بعض العوار و الذي زادوا عليه كما سنرى تباعا .
لذلك كان تناول الأمر على النحو التالي :
       بطلان زماني
       بطلان مكاني
       ضعف المصدر

أولا / بالنسبة لبطلان عمود النسب زمانيا :
فمن غير المقبول أن يكون عبدالوهاب بن فضل الله العُمري رحمه الله جد لسيدي سالم العُمري والذي كانت ولادته بدمشق في السابع من ذي الحجة سنة 623 هجريا وتوفى يوم في شهر رمضان المعظم سنة 717 هجريا و لا يفصله عن سيدي سالم الذي هو من أهل القرن العاشر الهجري سوى إسمين فقط .
(عقود الجمان على وفيات الأعيان)




والقول بغير ذلك لا يتفق والقاعدة الخلدونية ولا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال .


ثانيا / بالنسبة لبطلان عمود النسب جغرافيا :
فالقول أن سيدي سالم دفين البرلس يكون حفيد عبدالوهاب العُمري الذي هو دفين دمشق وذريته بها ، لا يستقيم على ساق ، وخاصة أن نسب وذرية عبدالوهاب العُمري من الأنساب المستفيضة  .



ثالثا ضعف المصدر :
1- قد يكون سبب هذا الوهم هو ذاك المصدر الذي يتعارض مع ذاته و يتآكل ببعضه .
فالمستقرئ له يجد أنه ذكر أن عبدالوهاب بن فضل الله العمري لم يعقب سوى صلاح الدين إلا أنه في نهايته ألحق سيدي سالم بجد يدعى عبدالله بن عبدالوهاب بن فضل الله العُمري .

وقد يكون صلاح الدين كنية لعبدالله كما جاء في كتاب ذخائر البرلس إلا أنه كان ببلاد الشام ولم يترجم له بمصر عامة والبرلس خاصة 


وهذا ما أكده الباحث صابر الشرنوبي في الجزء الثالث من موسوعة ذخائر البرلس



2- لعل من قام بنقل النسب على لافتة الضريح شعر بإضطراب وخاصة كون عبدالوهاب العُمري وذريته من أهل دمشق أمر لا يقبل خلاف ذلك ، فأضاف من تلقاء نفسه لعبدالوهاب بن فضل الله جد يدعى عجاج بن مجلي بن دعجان في حين أن عبدالوهاب بن فضل الله بن مجلي بن دعجان مباشرة .



3- و ما يدل على ضعف المخطوط وعدم إنضباطه وقوع كاتبه في أخطاء ما ينبغي أن يقع فيها لشهرة نسب أصحابه وخاصة في أعمدة نسبهم :

 ففي حين أن المخطوط جعل لعمود نسب شهاب الدين أحمد 21 إسم حتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه  و هو : شهاب الدين أحمد بن محي الدين بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن  نصر بن منصور بن عبدالله بن علي بن محمد بن أبى بكر بن عبدالله بن عبدالله بن أبوبكر بن عبيد الله بن عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

  
نجد أن كتاب مسالك الأبصار فعمود نسبه  20 إسم فهو : شهاب الدين أحمد بن يحي بن فضل الله بن المجلي بن دعجان بن خلف بن نصر بن منصور بن عبيدالله بن عدي بن محمد بن أبى بكر بن عبدالله بن عبيدالله بن أبى بكر بن عبيد الله بن أبى سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

وجميع الأخطاء على المخطوط باللون الأحمر وأهمها :
   1- زاد إسم على عمود النسب وهو عبدالله
   2-  رد عمود النسب لشخص وهمي وهو (محمد) مستبدله بأبى سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر .


والنسب الصحيح كما ورد بكتاب مسالك الأبصار على هذا النحو :





ولقد ورد لعبيدالله بن أبى سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر ترجمة في كتاب نسب قريش :





و لمزيد من البيان أفرد مشجرات ذرية خلف بن نصرالتي انتقلقت إلى دمشق وليس منها سيدي سالم العمري:







والله المستعان
الفقير إلى العلي القدير
خالد عبدالله عنان العُمري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق